صدر كتاب "عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث" (The Shock Doctrine: The Rise of Disaster Capitalism) في عام 2007، ليصبح أحد أكثر الكتب تأثيرًا وإثارة للجدل في دراسات الاقتصاد السياسي المعاصر. تقدم فيه نعومي كلاين أطروحة جريئة ومقلقة: إن القوى الرأسمالية النيوليبرالية تستغل بشكل ممنهج الصدمات الكبرى - كالكوارث الطبيعية، الحروب، الهجمات الإرهابية، والأزمات الاقتصادية - لفرض سياسات اقتصادية راديكالية تخدم مصالح الشركات الكبرى والنخب الثرية، على حساب الصالح العام والديمقراطية. تصف كلاين هذه الاستراتيجية بـ "عقيدة الصدمة"، وهي تعتمد على إверاع المجتمعات في حالة من الارتباك والصدمة الجماعية، مما يشل قدرتها على المقاومة والتفكير المنطقي، فتصبح مهيأة لتقبل إجراءات اقتصادية مؤلمة لم تكن لتقبل بها في الظروف الطبيعية، مثل الخصخصة الشاملة، تحرير الأسواق، وإلغاء الدعم الحكومي. الفكرة المركزية: العلاج بالصدمة من الاقتصاد إلى السياسة تستعير كلاين استعارة "العلاج بالصدمة" من مجال الطب النفسي، وتحديدًا من تجارب الطبيب النفسي إيوين كاميرون في الخمسينيات، الذي استخدم صدما...
في الثاني عشر من فبراير من عام 1994 اتجهت أنظار العالم نحو البيت الأبيض حيث تنعقد القمة الثنائية بين الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" ورئيس الوزراء الياباني الأسبق "موريهيرو هوسوكاوا"، وهي القمة التي جاءت كمحاولة أخيرة وحاسمة من الجانبين لتجنب الدخول في حرب تجارية. وبعد مفاوضات استمرت لساعات خرج الرجلان ليقفا إلى جانب بعضهما في حديقة البيت الأبيض أمام الصحفيين قبل أن يبدأ "كلينتون" الحديث بكلمات بدت صادمة للجميع. قال "كلينتون" بغضب: "لقد كان بإمكاننا اليوم إخفاء خلافاتنا باتفاقات تجميلية، ولكن القضايا العالقة بيننا مهمة للغاية بالنسبة لدولنا ولبقية العالم. ولذلك أفضل عدم التوصل إلى اتفاق على التوصل إلى اتفاق فارغ". كان "كلينتون" يحاول إقناع اليابان بفتح أسواقها أمام المنتجات الأمريكية وبالأخص السيارات وذلك بغرض تقليل حجم العجز التجاري بين البلدين البالغ في ذلك الوقت نحو 60 مليار دولار لصالح اليابان، وهو ما رفضه اليابانيون بشدة على الرغم من حقيقة أن السوق الأمريكي في المقابل كان مفتوحاً أمام شركاتهم. سر غضب "ك...