تُعد مصطلحات مثل "السامية" و"معاداة السامية" من أكثر المصطلحات إثارة للجدل في الخطابين السياسي والتاريخي المعاصر. فعلى الرغم من أن أصل كلمة "سامي" لغوي بحت، إلا أنها اكتسبت أبعادًا عرقية وثقافية مع مرور الزمن، مما أدى إلى ظهور مصطلح "معاداة السامية" الذي ارتبط تاريخيًا باضطهاد اليهود. يستعرض هذا التقرير الجذور التاريخية لهذه المفاهيم، وتطورها عبر العصور، والنقاشات الدائرة حولها في عالم اليوم. أولاً: مفهوم "السامية" - من اللغة إلى العرق الأصل اللغوي صاغ المؤرخ الألماني أوغست لودفيغ فون شلوتسر في أواخر القرن الثامن عشر مصطلح "سامي" (Semitic) للإشارة إلى مجموعة من اللغات المتقاربة. استند في ذلك إلى "جدول الأمم" في سفر التكوين في الكتاب المقدس، الذي ينسب شعوب الشرق الأوسط إلى أبناء نوح الثلاثة: سام، وحام، ويافث. وبناءً على ذلك، شملت اللغات السامية كلًا من: اللغات السامية الشرقية: مثل الأكادية والبابلية والآشورية (لغات قديمة مندثرة). اللغات السامية الغربية: وتنقسم إلى شمالية غربية (مثل الآرامية والعبرية والفينيقية) وجنو...
خبر اليوم هو تاريخ الغد، يعدّ علم التاريخ من العلوم المهمّة إن لم يكن أهمّها، ويجب قراءة التاريخ وفهمه لتوظيف الماضي والحاضر والاستفادة منه في بناء مستقبل مزدهر.