يتكرر القول بأشكال مختلفة ومن الجميع، إن العالم اليوم يعيش عصر الثورة الرقمية. ولا شكّ أن هذه الثورة غيّرت خلال فترة قصيرة من الزمن الكثير في الحياة اليومية للبشر. والكثير مما كان يبدو حتى الأمس غير البعيد بمثابة نوع من «الخيال العلمي» غدا اليوم حقائق وممارسات في الواقع بفضل ما توصّلت له التكنولوجيات الرقمية. لكن للميدالية وجهها الآخر. وهذا بالتحديد ما يشرحه "مارك دوغان"، الكاتب والروائي والسينمائى والصحفي، و"كريستوف لابي"، الصحفي في مجلة "لوبون" والمختص بالمسائل الدفاعية، في كتابهما المترك الذي يحمل عنوان "الإنسان العاري" والذي يتقصيان فيه عن "الدكتاتورية الخفيّة للعالم الرقمي"، كما جاء في عنوانه الفرعي. "الإنسان العاري" الذي يقصده المؤلفان في عنوان هذا العمل هو بالتحديد الإنسان الحديث، إنسان العصر الرقمي. وهو الذي كشفت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية الغطاء عن الكثير من المعلومات والمعطيات الخاّصة بحياته وجمعتها في نوع من "المفكّرة الرقمية" التي يتم استخدامها من مختلف الأجهزة عند الحاجة إلى ذلك. أمّا وسائل ...
المحكمة الجنائية الدولية تأسست سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء. تعمل هذه المحكمة على إتمام الأجهزة القضائية الموجودة، فهي لا تستطيع أن تقوم بدورها القضائي ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها أو كانت غير قادرة على التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، فهي بذلك تمثل المآل الأخير. فالمسؤولية الأولية تتجه إلى الدول نفسها، كما تقتصر قدرة المحكمة على النظر في الجرائم المرتكبة بعد 1 يوليو/تموز 2002، تاريخ إنشائها، عندما دخل قانون روما للمحكمة الجنائية الدولية حيز التنفيذ. وهي منظمة دولية دائمة، تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة – وهي ثقافة قد يكون فيها تقديم شخص ما إلى العدالة لقتله شخصا واحدا أسهل من تقديمه لها لقتله مئة ألف شخص مثلاً، فالمحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري. بلغ عدد الدول الموقعة على قانون إنشاء المحكمة 121 دولة حتى 1 يوليو 2012...