التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مصطفى كمال أتاتورك ١٩ مايو١٨٨١






مصطفى كمال أتاتورك  أطلق عليه اسم الذئب الأغبر، واسم اتاتورك (أبو الاتراك) وذلك للبصمه الواضحة التي تركها عسكريا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيا بعد ذلك وحتي الآن في بناء نظام دولة تركيا الحديثة.
اُرسل مصطفى كمال رئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق وذلك عقب تخرجه من اجل التَدَرٌب. وهناك اثناء التدريب كان له دور رئيس في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة. كان يعمل في الجيش الخامس تحت رئاسة لطفى مفيد بى . وأول تدريب له تم في الكتيبة الثلاثين للسلاح الفرسان. وفى ذلك الوقت كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سورياعلى اعتبار كونه ضابط بالأركان تحت التَدَرٌب ، وعلى اثر احد هذه الحروب اكتسب خبرة كبرى.وبعد اربعة اشهر من ردعه للثورات ، عاد إلى دمشق. وفى شهر اكتوبر من عام 1906 ذهب إلى سالونيك دون تصريح من الجيش ؛ وذلك بعد تأسيسه لجمعية الوطن والحرية مع الرائد لطفى بى ،و د/ محمود بى ،و لطفى مفيد بى ،و الطبيب العسكرى مصطفى جنتكين ، أقام هناك فرع جديد للجمعية . وبعد مدة عاد إلى يافا بمعاونة حسن بى الذي كان بمثابة أخ له ، كما انه توسط له لدى احمد بى ؛ حيث عرض عليه أن يرسل مصطفى كمال إلى بروسبى القائمة على الحدود المصرية. وبالفعل عُين في بروسبى. وبعد فترة أُسل مرة آخرى إلى دمشق للتَدَرٌب في سلاح المدفعية. وفى العشرين من يونيو 1907 اصبح نقيب ذو خبرة عالية.أما في الثالث عشر من اكتوبر من العام نفسه عُين قائد للجيش الثالث. وفى فبراير من عام 1908 انضم لجمعية الاتحاد والترقى ؛ وذلك عند وصوله إلى سالونيك وعلمه بإنضمام فرع جمعية الوطن والحرية إلى جمعية الاتحاد والترقى. اما في الثانى والعشرين من يونيو من العام نفسه عُين رئيس مفتشى الطرق الحديدية للمنطقه الشرقية الرومانية .عقب اعلان المشروطية في الثالث والعشرين من يوليو عام 1908 اُرسل من قبل جمعية الاتحاد والترقى إلى غرب طرابلس إحدى بلدان ليبيا في نهاية عام 1908 وذلك من اجل بحث المشاكل الاجتماعية والسياسية ودراسة الاوضاع الامنية . وهناك بث (بعث) في اليبين افكار ثورة 1908 ، وسعى في كسب الأجناس الآخرى القاطنين هناك إلى سياسة جون ترك.وبجانب هذه المهمة السياسية اهتم أيضاً بالوضع الأمنى لشعب المنطقة .درّب العساكرعلى خطط تكتيكية حديثة بإعتباره قائد الحامية العسكرية ببنى غازى ، وذلك من خلال الأعمال الحربية التي كانت تنفذ خارج البلدة.واثناء فترة التمرين حاصر منزل الشيخ منصور ذلك المتمرد ووضعه تحت سيطرته كى يكون عبرة لكافة القوى المعارضة للنظام في المنطقة.بالإضافة لذلك بدء الجيش الاحتياطى في تنفيذ خطة لحماية أهالى المنطقة وما يحيط بها من مناطق ريفية . في الثالث عشر من يناير 1909 صار رئيس اركان حرب لفرقة رديف بسالونيك، وفى الثالث عشر من ابريل 1909 صار رئيس اركان حرب للوحدات العسكرية الأولى المتصلة بجيش الحركة الذي توجه إلى استانبول في التاسع عشر من ابريل من العام نفسه بقيادة الميرالاى محمود شوكت باشا ، الذي توجه إلى هناك بعد اجتيازه (عبوره ) مدينتى سالونيك وادرنا؛ لقمع عصيان الحادى والثلاثين من مارس الذي بدء مع عصيان الكتيبة الثانية والرابعة للقناصةوالتى تطورت احداثها بتدخل قوات آخرى. وفيما بعد تقلد مناصب عدة منها رئاسة اركان حرب الجيش الثالث ،و رئاسة مركز التدريبات العسكرية بالجيش الثالث نفسه،و رئاسة اركان حرب الفيلق الخامس ،و رئاسة سلاح المشاة الثامن والثلاثين . وفيما بين الثانى عشر والثامن عشر من ديسمبر لعام 1910 ، بُعث مصطفى كمال اتاتورك إلى مناورات بيجارديا التي نظمت في فرنسا .وهناك لم يستقل طائرة قط ؛ بتحذير من قائده حتى إذا دُعى للقيام بذلك. فتلك الطائرة التي لم يركبها سقطت على الارض ومات كل من كان بداخلها . ويرى بعض الكتاب أن موقفه هذا له علاقة بتصرفه الحذر الكائن عقب الحادث الذي عايشه في مناورات بيجارديا.وعقب عودة مصطفى كمال إلى استانبول، تقلد منصب في مركز قيادة الجيش هناك وذلك في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1911.
حرب طرابلس الغرب

بدءت حرب طرابلس الغرب بهجوم الإيطالين على منطقة طرابلس في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 1911، وفى السابع والعشرين من نوفمبر عام 1911 شارك في هذه الحرب المقدم مصطفى كمال اتاتورك بصحبة ضباط اخرين أمثال الرائد انور بى، و فؤاد، و نورى، و الرائد فتحى . حيث تحرك مصطفى كمال ومجموعته إلى بنى غازى ،مروراً بالقاهرة والاسكندرية اللائى يقبعان في مصر. وفى التاسع عشر من اكتوبرفى العام نفسه مرض مصطفى كمال بعد مدة من انتقاله من الاسكندرية ، وفى الثانى والعشرين من ديسمبر حقق النصر بالقرب من "طبرق" . واثناء الاعتداء العسكرى الذي شُن في درنا في السادس عشر والسابع عشر من يناير عام 1912، اصيب مصطفى كمال في عينه وظل شهراً في المستشفى يتلقى العلاج . وفى السادس من مارس عُين رئيساً لقيادة ادرنا. على الرغم من مباحثات السلام التي بدءت في شهر ديسمبر من العام نفسه واستمرار الحروب الاهلية والصراعات ، عاد مصطفى كمال وباقى الضباط إلى استانبول مع ايمانهم ورغبتهم في تحقيق السلام وذلك بسبب اعلان دولة "كارا داغ " شن الحرب على الدولة العثمانية في الثامن من اكتوبر ، و أيضاً بدء حرب البلقان .
حروب البلقان

مع اندلاع حرب البلقان، انطلق مصطفى كمال إلى استانبول في الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1912.في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1912عُين مدير للفرقة البحرية بمضيق البحر الأبيض الذي يتواجد في مركز بوليار. وهناك وفى هذه الحرب انهزم الجيش العثمانى في مواجهة الجيش الرابع البلغارى الذي يرئسه الجنرال " ستيلان جوجيف كوفاجيف" وفى حرب البلقان الثانية التي بدءت في يونيو عام 1913 احتلت الوحدات العسكرية التي يرئسها الجنرال " ستيلان جوجيف كوفاجيف" على ديماتوكا و ادرنا .
الحرب العالمية الأولى

وفى تلك الأثناء في الثامن والعشرين من يوليو عا م1914 بدءت الحرب العالمية الاولى ودخلت الدولة العثمانية في حرب منذ التاسع والعشرين منذ اكتوبر 1914 .وفى العشرين من يناير عام 1915 عُين مصطفى كمال لقائد للفرقة 19 التي كانت ستؤسس في منطقة تك فور داغ بقيادة الفيلق الثالث . ظلت الفرقة 19 فرقة احتياطية في منطقة "اجا آبط " بقرار من قيادتها وذلك في الثالت والعسرين من مارس عام 1915. في الخامس والعشرين من ابريل عام 1915 اندلعت حرب تشاناك قالابسبب التصريحات التي اعلنها ائتلاف الدول تجاه جلى بولو ياردم اداوبناء على هذا النجاح نال تقدير المشير اوتوليمان فون سان درس قائد الجيش الخامس ،و حصل على رتبة اميرالاى في الحادى من يونيه عام 1915. عقب الهجوم الذي شنه الانجليز على مدينة "سوفلا كورفاز" في شهر اغسطس، قام "اوتوليمان " بتسليم قائدهم في مساء الثامن من الشهر نفسه ذلك القائد المحتل لمنطقة "آنافارتالار".وفى التاسع والعاشر من اغسطس احرز نصراً لهذه المنطقة .وعقب ذلك النصر توالت انتصارات آخرى ؛ حيث الانتصار في موقعة "كريتش تابا" في السابع عشر من اغسطس، و الانتصار في معركة "آنافارتالار" في الحادى والعشرين من الشهر نفسه . صورت صحافة استانبول للعامة أن كلاً من الميرالاى مصطفى كمال بى و روشن اشرف بى هما بطلا معركة" آنافارتالار".في الرابع عشر من يناير عام 1916 عُين قائد الفيلق السادس عشر ، ذلك الفيلق الذي اُرسل من "جلى بولو" إلى "ادرنا". وخلال الشهرين الذان قبعا فيهما في "ادرنا" عمل على تمويل الفيلق واسترداد قواه وتدريبه .وفى السادس عشر من فبراير قامت القوات العسكرية الروسية الموجودة على الجبهة الشرقية بصد هجوم الجيش الثالث العثمانى ، والاستيلاء على ارذروم ، اما في الثالث عشر من مارس احتلت مدن آخرى مثل "بليتس – موش- فان- هاككارى ". في الخامس عشر من مارس اُرسل الفيلق الثالث إلى ديار بكر برئاسة العقيد مصطفى كمال لدعم الجيش الثالث.حمل مصطفى كمال على عاتقيه مسئولية كبرى نظراً لرتبته ،واثناء تواجده في ديار بكر في الحادى من ابريل 1916 حصل على رتبة فريق كترقية ،ونال لقب باشا. اصدر مصطفى كمال امراً بالتراجع التكتيكى ( وفقاً لخطه تكتيكية ) . وبهجوم مفاجىء حرر منطقة موش من احتلال القوات الروسية وحقق السيادة الاستراتيجية للقوات العسكرية العثمانية ؛ ولاحراز هذا النصر على جبهة كافكاس نال مصطفى كمال ميدالية السيف الذهبية . وفى شهر اغسطس حرر منطققتى موش وبليتس من الاحتلال كاملاً ( بشكل تام ) . اثناء تواجد مصطفى كمال في ديار بكر، اصدرامراً بشن انقلاب ضد حكومة يعقوب جميل ، و كان هذا الأمر بمثابة القضاء على الحرب. فالطريق الوحيد للتحرر هو الضغط على حكومة بابى على وتغير وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية وذلك بإحداث انقلاب ضد الحكومة وجعل مصطفى كمال وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية في آن واحد . واخبر احدهم انور باشا بتلك المؤامرة،وبناءً على ذلك قُتل يعقوب جميل رمياً بالرصاص. ويذكر مصطفى كمال في مذكراته التي سردها ل"فالح رفقى آتاى" رئيس احدى الفرق العسكرية في ذللك الوقت : "شُنق يعقوب جميل ؛ والسبب أنه قال لاسبيل للتحرر طالما انى لست وكيل القائد الأعلى ووزير الحربية ،ولهذا قمت بمعاقبته كأول عمل اقوم به عند ذهابى إلى استانبول. ليتنى رجل تبوء رئاسة السلطة من قبل هذا وأمثاله ،لكنى لم اكن هذا الرجل" . وفى يونيو عام1918 ذهب إلى فينا وكارل سباد متلقياً العلاج هناك .اما في الثانى من اغسطس عاد إلى استانبول وذلك اثر وفاة السلطان محمد رشاد واعتلاء فهد الدين العرش. وفى الخامس عشر من الشهر نفسه اُرسل إلى الجبهة الفلسطينية بإعتباره قائد الجيش السابع وعقب ذلك صار المرافق العسكرى للسلطان .وفى العشرين من ديسمبر عام 1918 أعرب مصطفى كمال باشا عن رغبته في عقد هدنة ، موضحاً ذلك في تلغراف أرسله إلى ناجى بى المرافق العسكرى للسلطان وهد الدين معلناً فيه أن جماعة جيوش يلدرم لن تبقى الدرع الاساسى في الحرب بالإضافة إلى رغبته في أن يوكل نفسه في الحكومة الجديدة وزيراً للحربية و نائب للقائد الاعلى. وعقب ذلك في السادس من اكتوبر تخلى عن قيادة الجيش السابع. في التاسع عشر من ديسمبر شنت قوات الأحتلال البريطانية (الانجليزية )بقيادة ادمُند آالِنبى هجوماً ؛ مما اثقل العبء على الجيش الثالث أحد جيوش جماعة يلدرم . وفى الحادى من اكتوبر استولوا على الشام ، وفى الخامس والعشرين من الشهر نفسه احتلوا حلب أيضاً . ردع مصطفى كمال الجيوش البريطانية في حلب ونجح في انشاء خط دفاع . في الثالثين من اكتوبر عام 1918 وقّع هدنة مندروس ، وفى ظهيرة اليوم التالى أقام مسيرة . وبتطبيق المادة التاسعة عشر من عقد صلح مندورس ،كُلف مصطفى كمال باشا برئاسة مجموعة جيوش يلدرم بعد أن نُزعت رئاستها من قائدها السابق اتوليمان فون ساندرس إلا أن في السابع من نوفمبر أُلغى الجيش السابع ومجموعة جيوش يلدرم. وفى العاشر من أكتوبر عام1918 انطلق من ادانا إلى استانبول تاركاً قيادة وحدات يلدرم العسكرية إلى نهاد باشا قائد الجيش الثانى، وفى الثالث عشر من نوفمبر وصل إلى محطة حيدر باشا القائمة في استانبول.وأثناء عبوره من حيدر باشا إلى استانبول رآى الاساطيل الحربية للعدو في المضيق ، فقال عبارته الشهيرة "سيعودون بخقى حنين" (سيعودون كما جاؤا). اصدر فتحى بى برفقة كلاً من احمد عزت باشا واحمد توفيق باشا جريدة المنبر ذات الرأى المعارض وذلك لمباشرة الأوضاع السياسية.
التنظيم

في الثانى من فبراير عام 1919 أُرسل جمال باشا المرسينلى إلى الاناضول لتنظيم الجيوش العثمانية في الجبهة الشرقية ؛ وذلك وفقاً لبنود الهدنة . أمروا الاتراك الموجودين على الجبهة الشرقية بالتسليح وقتل المسيحين وبناءً على ذلك شرعوا في اتخاذ الاجراءات الازمة . كلف السلطان فهد الدين مصطفى كمال باشا بقمع الاحتجاجات محددة الاهداف ضد قوات الاحتلال ،و حماية المسيحين قانطى الولايات الست وذلك بإعطائه كافة الصلاحيات"لقد بذلت الغالى والنفيس لخدمة الوطن ، والآن يُسجل هذا على صفحات التاريخ .امحو ذلك من ذاكرتك فالأهم هو المهمة التي ستنفذها . بإمكانك تحرير البلاد برمتها." .وفى التاسع عشر من مايو 1919 تحرك مصطفى كمال إلى سامسونا مع كلاً من رفعت بى ومحمد عارف و هُسرف بى . وعقب صلح مندروس بدءت انتفاضات منظمة في الاناضول على هيئة مليشيات وطنية . وفى الثانى والعشرين من يونيو من العام نفسه اعلن مصطفى كمال مع روؤف بى وكاظم كارابكير باشا و رفعت بى وعلى فؤاد باشا "أن الشعب سينل استقلاله بالثبات والعزم " وذلك ما نُشر في آماسيا. شارك في مؤتمر الدفاع عن حقوق مدن الشرق ؛ ذلك المؤتمر الذي نُظم في ارزروم من قبل كاظم كارابكير باشا.وباصرار اعضاء المؤتمر استقال عن منصب قيادة الجيش العثمانى و تبوء رئاسة المؤتمر. ولتطبيق قرارات مؤتمر سيفاس الذي انعقد فيما بين الرابع والحادى عشر من ديسمبر 1919 ، تشكلت هيئة نيابية وتولى مصطفى كمال رئاستها. اما في السابع والعشرين من الشهر نفسه انتشر هذا الخبر في ارجاء الاناضول و لقى حفاوة كبيرة. وفى الثالث والعشرين من ابريل عام 1920 اُفتُتح المجلس القومى التركى في انكرا وذلك بسبب قمع نواب المجلس العثمانى من قبل قوات الاحتلال في مارس من العام نفسه ، و اعتقال سفراء النوايا الحسنة . وقع الاختيار على مصطفى كمال باشا لرئاسة الحكومة والمجلس بإعتباره سفير ارزروم.
السلام
انتهت حرب الاستقلال بميثاق لوزان الذي عُقد في الرابع والعشرين من يوليو عام 1923 . اصبح هذا الميثاق قيد التنفيذ بميثاق سفر ، وطبقاً لنصوص ميثاق لوزان اُسست الجمهورية التركية . وعقب الصراع القومى ظهر في تركيا ادارة يرئسها زعيمين .الف مجلس الشعب التركى الخلافة العثمانية في الحادى من نوفمبر عام 1922 ، وبذلك قضت على الكيان القانونى لحكومة استانبول حيث اقصاء فهد الدين عن العرش. اثناء لقاءٍ صحفى مع " عزمت هونكار " في قصره في السادس عشر من يناير عام 1923 ، طُرح عليه قضية الأكراد التي تناولها الكاتب الصحفى احمد امين بى بجريدة الوقت ، فرد-بحذر لانه لم يكن على علم بالوضع الخاص للأكراد-قائلاً" بإعتبار أن الجنس الكردى جنس قائم بذاته ،وطبقاً لنصوص القانون الاساسى لدينا فإنهم يشكلون حكماً ذاتى محلى . في الثامن من ابريل عام 1923 حدد مصطفى كمال اتاتورك قواعد دستور"دوكوز عمدة " و اسس الحزب الشعبى التي كانت حجر الاساس للنظام الجديد .كان للحزب الشعبى الحق في المشاركة في انتخابات المجلس الثانى الذي عُقد في ابريل. حدد مصطفى كمال مرشحى الحزب بصفته الرئيس العام له . تبوء فتحى بى منصبى رئيس الوزراء ، ووزير الداخلية في نفس اليوم من الخامس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 ، إلا أنه اشار إلى أنه ترك منصب وزير الداخلية . احتل أيضاً على فؤاد باشا رئاسة المجلس في اليوم نفسه ، إلا أنه انفصل عن منصبه لتعينه مفتش للجيش. حصل نائبى الشعب المعارضين لمصطفى كمال الانتخابات التي عقدت لهاتين المقعدين .فتم اختيار رؤوف بى لمنصب رئاسة المجلس الثانى ، وسابط بى لمنصب رئاسة وزارة الداخلية. في السادس والعشرين من اكتوبر لعام 1923 طلب مصطفى كمال – الذي لم يسعد من هذا الوضع – من رئيس الوزراء فتحى بى أن يُقيل الحكومة بإستثناء رئيس اركان حرب فوزى باشا ، كما أمر بعدم قبول المستقيلين في اى منصب حتى لو تم اختيارهم مرة آخرى . وبالتالى ظهرت ازمة في الحكومة . وأعلن أن أعضاء مجلس الوزراء الجدد سيتم اختيارهم يوم التاسع والعشرين من اكتوبر. وطبقاً لهذه التطورات قرر مصطفى كمال حل الوضع من جذوره ؛ ففى ليلة الثامن والعشرين من اكتوبر لعام 1923 دعا عصمت باشا وبعض الشخصيات إلى اجتماع في تشانكايا واعرب قائلآ " سنُعلن اقامة الجمهورية غداً " ،وبعد انصراف المدعوين ابقى عصمت باشا واعدوا معاً لائحة من شأنها احداث تغير في تشكيل القانون الاساسى . وفى يوم الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر عام 1923 عقد في مقر الحزب الشعبى اجتماع لمناقشة كيفية تأسيس مجلس وزراء. وعندما فشلت المساعى لحل المشكلة ، اضطر مصطفى كمال عرض افكاره ،فأوضح أن الطريق الآمن لعبور هذه الأزمة هو تغير الدستور. قدم مصطفى كمال للحزب الشعبى خطة من شأنها اعلان الجمهورية.وبعد قبول رئاسة الحزب الخطة (المشروع) عقدت اللجنة العامة للمجلس الشعب التركى اجتماعاً في الساعة السابعة إلا الربع من مساء اليوم نفسه .وفى الساعة العاشرة والنصف من مساء الاثنين التاسع والعشرين من اكتوبر لعام 1923 اُعلنت الجمهورية التركية وسط تصفيق نواب مجلس الشعب وهتافات تحيا الجمهورية التركية.
تبوء مطصفى كمال منصب رئاسة الجمهورية ثلاث فترات آخرى ( 1927- 1931-1935 ) وذلك بعد أن اُختير من قبل المجلس الشعب التركى كرئيس في التاسع و العشرين من اكتوبر عام 1923 .
الاحداث السياسية

عقب اعلان الجمهورية ، اسس ( رؤوف بى - كاظم كرابكير باشا - رفعت باشا - على فؤاد باشا ) عدا مصطفى كمال - هؤلاء الاعضاء الاربع للكادر الخماسى الذي بدء الصراع القومى - الحزب الراقى الجمهورى . تم اغلاق ذلك الحزب مع اعلان حالة الطوارى " الاحكام العرفية " على اِثْر حادث الشاب (ثورة الشيخ سعيد - ثورة الشرق) الذي تم في مارس 1925 ...... وفى المؤتمر الثانى للحزب الشعبى الجمهورى الذي عُقد في انقرا فيما بين الخامس عشر والعشرون من اكتوبر عام1927 ، القى خطبة توضح تأسيس الجمهورية ،و حرب الاستقلال
. تلك الخطبة التي تضمنت مفهوم حرب الاستقلال من الناحية الحربية ، شكلت اساس للرؤية الرسمية المتعلقة بالصراع القومى الخاص بالجمهورية التركية ،بالاضافة إلى أنها حملت خصيصة الحرب الكلامية تجاه القادة العسكرين والسياسين تلك الحرب التي شنها ونفذها ( رؤوف بى - كارابكير بى مع مصطفى كمال لاشعال فتيل الصراع القومى .وفى عام 1927 تقاعد عن العسكرية برتبة مشير . وبتعديل الدستور تم حذف كافة النصوص الدينية من المادة السادسة والعشرين من الدستور التي تنص على أن الاسلام هو دين الدولة ، كما أنها تحدد مهام ومسئوليات المجلس الشعب التركى ، بالاضافة إلى نزع كلمة الله من اليمين الجمهورى. وفى برنامج الحزب الشعبى الجمهورى لعام 1931 ، تم اعلان ذلك كأحد العناصر الاساسية للحزب العلمانى.في الثانى عشر من اغسطس عام 1930 اُسس الحزب الجمهورى الحر تكريماً لفتحى بى الصديق المقرب لمصطفى كمال باشا، بهدف تحقيق حياة ديمقراطية وتقديم اقتراحات لحكومة عصمت باشا ، ثم قام بضم اخته مقبولة هانم وصديق الطفولة والدراسة نورى بى لعضوية الحزب . إلا أنه في السابع عشر من نوفمبر عام 1930 تم غلق الحزب نتيجة لتخوف المتشددين من استغلالهم للحزب واستهداف الحزب لمصطفى كمال . قبل خوض هذه التجربة الديمقراطية ، اقر قانون عقاب عسكرى معتقداً أن تدخل الجيش في السياسة سيُلحق الضرر بالشأن الديمقراطى .وطبقاً للمادة 148 من هذا القانون ، تم منع كل من انتسب إلى الجيش من المشاركة في المظاهرات أو الاجتماعات السياسية أو من ان يكون عضواً داخل حزب سياسى ، كما مُنع أيضاً من التواجد في الندوات ذات المقاصد السياسية ، كتابة مقالات سياسية ، إلقاء خطب سياسية . وفى المؤتمر الذي عُقد في التاسع والعشرين من اكتوبر عام1933 بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية ، عُرض على المجتمع التركى وعلى العالم اجمع البنية الاساسية لهذه المنظمة ، بالاضافة إلى الحديث عن المستقبل .
الاقتصاد

عهد اتاتورك – في ظل رئاسته – حقوق الملكية لكافة المواطنين وليس للاقطاعين فحسب، بالإضافة إلى أنه في الفترة مابين عام 1923 حتى عام 1938 عمل على تنمية متوسط الاقتصاد التركى بمعدل 7.5 % سنوياً فارتفع الدخل القومى لتركيا من 3.62 وحدة لكل ألف حتى 6.52 وحدة لكل ألف.وفى هذه الفترة – اى فترة رئاسة مصطفى كمال اتاتورك – أصبحت تركيا إحدى الدول الأكثر ازدهاراً على مستوى العالم.
السياسة الخارجية

في ظل رئاسة اتاتورك كان يُخيم على الوضع السياسى قضايا هامة ابرزها : قضية الموصل ،و تبادل الاسرى مابين تركيا واليونان ،وتركيا عضو في الجمعية القومية ،و ... كان اتاتورك يتبع في سياسته الخارجية مبدأالواقعية ، فكان ذكى و ثاقب الرأى، لكنه لم يكن محب للمجازفة.فكان مبدائه " نحن اَناس نعلم قدرُنا وليس هناك مايكبح طموحاتنا.اعتنق اتاتورك الفكر الذي يرتسمه الميثاق القومى مقابل التيارات الاسلامية ،و التركية ،و الطورانية.تمسك اتاتورك باتفاقية لوزان - التي تم توقيعها في الرابع والعشرين من يوليو عام 1923 - بإعتبارها عصر مميز حيث انها تبرز حدود الجمهورية التركية بشكل واسع ، كما أنهاتمنح امتيازات على المستوى الاقتصادى لا يمكن التنازل عنها.وبالنظر في عبق التاريخ يتبين اهمية تمسك اتاتورك بإتفاقية لوزان ،حيث أنهاالاتفاقية الوحيدة التي لازالت سارية منذ تلك الفترة وحتى الآن ، كما أن الاجراءات التي طبقها اتاتورك على السياسة الخارجية تحمل صفة قومية تماماً ،فهى ذو خصيصة اساسية يُحتذى بها حتى يومنا هذا .ظل اتاتورك-الذي تربى في وسط عسكرى منذ مرحلة التعليم الوسطى ،والذي شارك في العديد من الحروب - يسعى نحو تحقيق السلام ... ويتبين ذلك بوضوح خلال مقولته " نحن نرى أن أول وأهم شرط لتطور الوضع السياسى الدولى هو توحيد الامم حول مبدأ تحقيق السلام .
المصادر:
رؤساء جمهورية تركيا.
مصطفى كمال اتاتورك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدكتور على مصطفى مشرفة

الحادي عشر من يوليو عام 1898 يوم سُجل في ذاكرة التاريخ، يوم شهد مولد وأحد من أعظم علماء مصر الأفزاز، الذي برع في المجالات العلمية ولا سيما في مجال الذرة، ذاع صيته في العالم أجمع شرقًا وغربًا حتى وصف بأنه واحد من سبعة علماء على مستوى العالم يعرفون أسرار الذرة، إنه العالم المصري الكبير الدكتور مصطفى مشرفة. ولد الدكتور على مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898 في حي المظلوم في مدينة دمياط، ووالدة هو السيد مصطفى عطية مشرفة أحد الأثرياء، ورجال الدين المصريين، الذين تربوا في مدرسة الإمام جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وكان لهذا الأمر سببًا قويًا في نشأته على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، فقد كان "مصطفى" محافظًا على صلاته مقيمًا لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته، كما قضى مشرفة السنوات الأولى من طفولته في رغد من العيش وهناءة بال، إلى أن تأثر والده في سنة 1907م بأزمة القطن الشهيرة التي هزت الاقتصاد المصري فهوت بالأغنياء إلى قاع الفقر وكان من جراء تلك الأزمة أنها اودت بمائتي فدان كان الوالد يمتلكها. تلقى "على" دروسه الأولى ع

سعيد السيد بدير .. العالم البطل الذي قتله الموساد

كان سعيد السيد بدير عالم من علماء مصر العباقرة الذى قام الموساد بإغتيالهم وهو نهج تعودت عليه حيث محاربة كل من تجده يهدد أمنها أو يزعزع قواتها. الدكتور سعيد السيد بدير واحد من أبناء  المؤسسة العسكرية المصرية حيث إلتحق بالكلية الفنية العسكرية لحبه الشديد فى القوات المسلحة وتدرج بها حتى أصبح معيدا ثم أستاذ مساعد بالكلية، وقد كان أول من حصل على شهادة الماجستير فى الهندسة الكهربائية من الكلية العسكرية والدكتوراه فى الهندسة الإلكترونية من جامعة كنت الإنجليزية وقد تم ترشيحه لجائزة الدولة التشجيعية وقد وصل العالم المصرى سعيد بدير إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية ولكى يكمل أبحاثه التى بدأها طلب أن يحال إلى المعاش وبالفعل أستجيب لطلبه وأحيل على المعاش برتبة عقيد. وقد سافر إلى ألمانيا لإستمكال مشوارة العلمى حيث عمل فى أبحاث الأقمار الصناعية، في جامعة ليبزيخ الألمانية فقد تعاقد معها لإجراء أبحاثه لمدة عامين بشرط أن يرسل نتائج تلك الابحاث أول بأول إلى مصر وقد قبلت الجامعة وهناك توصل المهندس الشاب من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى ال

اتفاقية سايكس بيكو عام 1916

 اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى. تم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية-الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون. تم تقسيم الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي و

عبدالرحمن الخازني

عبد الرحمن الخازني المكنى بأبي الفتح هو العالم المسلم الفيزيائي والأحيائي والكيميائي والرياضي والفيلسوف الذي تأثر بالفلسفة الإغريقية البيزنطية ينحدر الخازني من مدينة مرو الموجودة الآن في تركمانستان، ثم انتقل إلى مقاطعة خراسان التابعة للإمبراطورية الفارسية ثم عاد بعدها إلى تركمانستان. ولديه مساهات مهمة في الفيزياء و علم الفلك. واعتبر أعظم تلميذ تلمّذ في مدارس مدينة مرو. كتب روبرت إي. هال التالي عن الخازني: " لأن الخازني هو صانع الآلات العلمية باستخدام قانون إتزان الموائع، فإنه لا يترك مجالاً للشك بأنه يعتبر أعظم العلماء في أي زمن كان قديمه وحديثه". كان الخازني واحداً من الغلمان الإغريقيين البيزنطيين الذين خدموا في بلاط الأمراء الأتراك السلاجقة، حيث أخذ أسيراً من مدينته مرو بعد أن انتصر الأتراك السلاجقة في حربهم ضد الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع. أعطاه سيده الخازن أفضل تعليم ممكن في مواضيع الرياضيات والفلسفة. كان الخازني أيضاً طالباً لدى أشهر شاعر فارسي ورياضي وفلكي وفيلسوف: عمر الخيام (1048- 1131) والذي كان يقيم في مرو في ذلك الوقت. بعدها احترف الخازني الرياضيا

ياكوبس فانت هوف 1852

 هو كيميائي وفيزيائي هولندي  وتخصص في الكيمياء العضوية والكيمياء الفيزيائية. تحصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1901 وذلك في أول عام لها وذلك لعمله على التناضح. تحصل على الدكتوراه من جامعة أوترخت. درس في معهد اوترخت البيطري ومن ثم عمل كمديراً لقسم الكيمياء في جامعة أمستردام. درس في جامعة برلين بين 1896 و1911 وأعماله هي ما ساهم في ظهور الكيمياء الفيزيائية بالصورة التي هي عليها اليوم . ولد الثالث من بين سبعة أطفال في مدينة روتردام لأب فيزيائي وعرف بشغفه بالعلوم منذ صغره في عام 1869 بدأ فانت هوف بدراسة التقانة في معهد تقانة البوليميرات في دلفت. وفي عام 1871 درس الرياضيات في جامعة ليدن. ثم في عام 1872 بدأ بدراسة الكيمياء في جامعة اوغست كيكوليه في بون (ألمانيا) ثم في جامعة شارل ادولف فورتز في باريس 1873. وفي عام 1874 حصل على درجة الدكتورا من جامعة أوترخت. ثم أصبح مساعدا في كلية الطب البيطري في جامعة أوترخت 1877 انتقل للتدريس في قسم الكيمياء بجامعة أمستردام، حيث نال درجة بروفسور عام 1878. من 1896 وحتى وفاته عمل فانت هوف في جامعة برلين. في عام 1901 حصل فانت هوف على جائزة نوبل في

نبذة عن مجموعة بريكس 2006

  مجموعة "بريكس" هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت اول مؤتمر قمة لها عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت إسم "بريك " أولا ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها "بريكس". وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة. ويعيش في الدول الخمس نصف سكان العالم ويوازي الناتج الاجمالي المحلي للدول محتمعة ناتج الولايات المتحدة (13.6 تريليون دولار) ويبلغ مجموع احتياطي النقد الأجنبي لدول المنظمة 4 تريليون دولار. ووصف الرئيس الصيني لي جينتاو دول "بريكس" بأنها "المدافعة عن مصالح الدول النامية وأنها قوة من أجل السلام العالمي". وكان وزراء خارجية دول "بريك" اجتمعوا في نيويورك عام 2006 مدشنين بذلك سلسلة اجتماعات لاحقة للتشاور حول تأسيس المنظمة. وفي عام 2008 عقد اجتماع في مدينة ييكاترينبرغ الروسية ، ثم تبع ذلك اول مؤتمر قمة لدول المجموعة في 16 يونيو/حزيران عام 2009 في ييكاترينبرغ. في عام 2010 بدأت جنوب إفريقيا التف

كرةُ القدم أهي أفيونُ الشعوب ؟ إدواردو غاليانو

   في عام ١٨٨٠ في لندن، سخِر "ريديارد كيبلينغ" من كرة القدم ومن الأرواح الصغيرة التي يمكنها أن ترتوي برؤية الحمقى الذين يلعبونها. وبعد قرن من ذلك كان "خورخي لويس بورخيس" في "بوينس آيرس" أكثر خفة، فقد ألقى محاضرة حول موضوع الخلود في اليوم نفسه، والساعة نفسها، التي كان فيها المنتخب الأرجنتيني يخوض مباراته الأولى في مونديال ١٩٧٨.  احتقار الكثير من المثقفين المحافظين لكرة القدم كان يستند إلى اليقين بأن عبادة الكرة هي الشعوذة التي يستحقها الشعب. فالغوغاء المصابة بمس كرة القدم تفكِّر بأقدامها، وهذا من خصائصها، وفي هذه المتعة التبعية تجد نفسها. فالغريزة البهيمية تفرض نفسها على الجنس البشري، و الجهل يسحق الثقافة، وهكذا تحصل الدغماء على ما تريده.  وهناك بالمقابل مثقفون يساريون يزدرون كرة القدم لأنها تخصي الجماهير وتحرفها عن النشاط الثوري. خبز وسيرك، سيرك دون خبز : فالعمال المؤمنون بالكرة التي تمارس عليهم سحراً خبيثاً، يصابون بضمور الوعي، ويتيحون لأعدائهم الطبقيين أن يسوقوهم كالقطيع.  عندما لم تعد كرة القدم شيئاً خاصاً بالانكليز والأغنياء، وُلِدت في منطقة ( ريو دي ب

ماري كوري 7 نوفمبر 1867

ماري سكوودوفسكا كوري  عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد. عرفت بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين  (مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تتبوأ رتبة الأستاذية في جامعة باريس. اكتشفت مع زوجها بيار كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وقد اقتسمت ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوج ابنتها فردريك جوليو-كوري أيضًا جائزة نوبل لعام 1935. ولدت ماري كوري باسم ماريا سكوودوفسكا في مدينة وارسو (التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية) وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين. وفي سنة 1891، لحقت بأختها الكبرى برونسوافا  التي سافرت إلى باريس للدراسة. من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط الإشعاعي (وإليها ينسب مصطلح نشاط إشعاعي). كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم،

الروهينغا

  الروهينغا مجموعة عرقية بلا جنسية غالبيتهم من المسلمين عاشوا لقرون في ميانمار ذات الأغلبية البوذية. ومع ذلك، فإن السلطات في ميانمار تطعن في هذا الأمر، حيث تزعم أن الروهينغا هم مهاجرون بنغاليون جاؤوا إلى ميانمار في القرن العشرين. إن هذه المجموعة العرقية التي وصفتها الأمم المتحدة في عام 2013 باعتبارها واحدة من أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم، تعاني من حرمانها من الجنسية بموجب قانون ميانمار. وبسبب استمرار العنف والاضطهاد، عاش عدة أجيال في خوف مستمر. وقد فرّ  مئات آلاف الروهينغا إلى البلدان المجاورة كبنغلاديش وماليزيا إما عن طريق البر أو القوارب. قبل الحملة العسكرية في أغسطس / آب 2017، كان نحو 1.1 مليون شخص من الروهينغا يعيشون في ميانمار. واليوم مازال نحو 600,000 يعيشون في ولاية راخين، من بينهم 140,000 روهينغا محتجزين في مخيمات النازحين. ويعيش أكثر من مليوني لاجئ روهينغا كنازحين، معظمهم في أنحاء آسيا والشرق الأوسط. على الرغم من أن أجيالًا بأكملها تقيم في ميانمار ضمن إطار قانون الجنسية في ميانمار لعام 1982، لا يتمكن الروهينغا في ميانمار من الحصول على الجنسية، ما يجعلهم عديمي الجنسية. ونتي