البرابرةأطلق اليونان و الرومان كلمة برابرة على كل الشعوب التي لا تتكلم اليونانية أو اللاتينية ، وأهم هذه الشعوب :
1- الكلت : عاش " الكلت" في البدء في شمال أوربا ، وكان الرومان يسمونهم " الغال" ، تحركوا في القرن الخامس ق . م من موطنهم الأصلي ، فاستقر أكثرهم في " فرنسا"(غاليا) ولذلك سميت باسمهم ، وقسم آخر في " بريطانيا" و" إيرلندا " و" إسبانيا " ، كما وصل بعضهم إلى " البلقان " و" آسيا الصغرى" ، وقد عاشوا على شكل قبائل وشكلوا أحياناً تحالفات فيما بينهم لكنها لم ترقى إلى مستوى الدولة ، وفي القرن الأول ق . م ظهرت الفروق الطبقية في المجتمع الكلتي ، ثم احتل الرومان "غاليا" ، وفي القرن الأول الميلادي احتلوا " بريطانية" لذلك تأثر "الكلت" في هذين البلدين بالحضارة الرومانية.
2- الجرمان : تشكل"الجرمان" من شعوب عديدة أهمها"الغوط الشرقيون" و"الغوط الغربيون" و"الواندال"و"الألان"
و"البرجنديون" و"اللومبارديون" و"الفرنجة" و"الأنغلوسكسون" و"الألمان" و"النورمانديون" وغيرهم
فالمناطق المحيطة بـ" بحرالبلطيق" هي الموطن الأصلي للجرمان ، ومن هناك انحدروا نحو الجنوب حتى وصلوا حدود الإمبراطورية الرومانية ، وكانوا في البداية يهتمون بتربية الحيوانات و الصيد أكثر من الزراعة ، كما كانت تسود بينهم العلاقات القبلية البدائية ، فقد عاشوا على شكل قبائل متفرقة وأحياناً كانت تتحد عدة قبائل بقيادة زعيم واحد لتنفيذ عملية حربية معينة ، وذلك حسب ما كتب عنهم حاكم "غاليا"الروماني" يوليوس قيصر"(بين سنتي 58 – 52 ق. م) في النصف الأول من القرن الأول ق.م .
أما في القرن الأول الميلادي فقد حدثت تطورات في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية عند " الجرمان" ونلاحظ ذلك من خلال كتاب"جرمانا" للمؤرخ الروماني " تاسيتوس" ( سنة 98 م ) ، فقد ذكر أنهم أصبحوا يهتمون بالزراعة أكثر من ذي قبل ، كما أخذوا يميلون إلى الاستقرار أكثر من ميلهم إلى الحياة الحربية ، كما اهتموا بالصناعة مثل " حياكة المنسوجات الصوفية والكتانية" و" صناعة الأواني الفخارية " و" الأدوات المعدنية " ، كما كانوا يبيعون " الملح" و" المعادن" و " الكهرمان" للرومان من أجل الحصول على العملة الذهبية والفضية .
كما أصبحت تظهر الفروق الطبقية حيث ظهرت طبقة أرستقراطية قبلية امتلكت الأراضي و الكثير من العبيد وقطعان الماشية .
وكان العبيد عند " الجرمان" يحصلون على حصة من الإنتاج مقابل عملهم ، أما عند الرومان كانوا يعملون مقابل الحصول على قوتهم اليومي ، وظهرت عندهم "المجالس القبلية" وكان يترأسها زعماء العشائر والبطون فكان الزعماء وحدهم الذين يقترحون وما على العامة ( أفراد القبيلة البسطاء ) الذين يحضرون في هذا المجلس أيضاً إلا أن يعبروا عن موافقتهم بقرقعة السلاح ويعبرون عن عدم الموافقة بالضجيج والصراخ ، ثم ظهر زعماء أشبه بالملوك وتكونت أسر حاكمة ، ولم يعرف "الجرمان" الضرائب وإنما كانوا بدلاً عنها يقدمون الهدايا إلى الأمراء والزعماء .
وقد اصطدم " الجرمان" بالرومان في القرن الأول قبل الميلاد ، فتوغل الرومان في أراضيهم بعد عبورهم لنهر الدانوب ، وفي ( سنة 9 م ) دحر " الجرمان" القوات الرومانية على ضفاف نهر الراين ، وفي الفترة الممتدة بين سنتي ( 165 – 180 م ) اخترق " الجرمان" حدود الإمبراطورية فاضطر الرومان أن يحشدوا قواتهم للتصدي للجرمان .
وزادت غارات "الجرمان" على حدود الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي لأن الإمبراطورية الرومانية تعرضت في هذا القرن إلى أزمة اقتصادية خانقة بسبب ثورات العبيد وتمرد الفرق العسكرية ، وقد حصل تبادل حضاري بين الرومان و الجرمان نتيجة الاصطدامات الحربية من جهة و العلاقات السلمية والتجارية من جهة أخرى .
فقد كان بعض " الجرمان" يزورون " روما" ويتلقون فيها الثقافة اللاتينية .
3- السلاف :
كان " السلاف" يقطنون في القرنيين الأول و الثاني الميلاديين في المنطقة الواقعة بين " بحر البلطيق" شمالاً و"جبال الكربات " جنوباً .
وفي القرن السادس انحدر "السلاف" إلى ضفاف " نهر الدانوب" و شواطىء البحر الأسود الشمالية ، ثم انحدر بعضهم إلى شبه جزيرة " البلقان" في القرن السابع .
وكان هؤلاء يعيشون على الزراعة و تربية الحيوانات والصيد ، ويذكر " بروكوبيوس" أن " السلاف" كانوا قديماً يعيشون حياة قبلية ديمقراطية،أما في القرن السادس الميلادي فقد نشأة بينهم طبقةأرستقراطية
تضم أمراء العشائر و البطون ، كما برز منهم زعماء يترأسون قبيلة واحدة أو عدة قبائل في أوقات الحروب ، كما عرفوا " المجالس القبلية " المكونة من أمراء العشائر و البطون ، كما وجد عندهم العبيد ولكنهم كانوا يستعبدون العبيد إلى فترة زمنية معينة ثم يطلقون صراحهم .
وفي البدء استخدم " السلاف" أسلحة بدائية كالسيف و الترس و القوس ، ثم عرفوا الأسلحة البيزنطية المتطورة ، واشتهر " السلاف" بشجاعتهم و حبهم للحرية ، كما ذكر الإمبراطور البيزنطي " موريس"
في تقريره الحربي " أن القبائل السلافية تميل إلى الحرية و يصعب استعبادها"
ولا بد من الإشارة أن هذه المعلومات مأخوذة من المؤرخين البيزنطيين في القرن السادس الميلادي مثل " بروكوبيوس " و" أغابيوس" و" يوحنا الأفسوسي " والمؤرخ القوطي " بوردانيوس" .
4- الهون و الإمبراطورية
الرومانية :
"الهون" قبائل تركية مغولية تحركوا في القرن الرابع الميلادي من " منغوليا" نحو الغرب ، فخضعت لهم القبائل القاطنة بين "الفولغا" و"الدون" و"القفقاز" ، ومنها "الألاّن" و" الغوط الشرقيون"، ثم تابعوا زحفهم غرباً حتى وصلوا " نهر الدانوب" فاضطر"الغوط الغربيون" أن يعبروا هذا النهر إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية خوفاً من " الهون" .
كان "الهون" في البدء يعيشون على شكل قبائل متفرقة تأتمر كل واحدة منها بأمر زعيمها وقد تمكن أحد الزعماء وهو" روجيلا" أن يخضع قبائل "الهون" لسلطته ويؤسس دولة بدائية ، وعندما مات"روجيلا" ولم يكن له ولد ليخلفه ، فورث الملك ابنا أخيه " موندزوك" وهما ( بليدا و أتيلا ) .
لكن"أتيلا" قتل أخاه "بليدا" و ترأس قبائل"الهون" وحده ، واعترفت بسلطته جميع الشعوب القاطنة بين "الرين والفولغا" وقدمت له الجزية،كان"أتيلا" ذو شخصية عنيفة مرعبة ورجل حرب قاسي،أطلق عليه معاصروه"بلاء الرب" وقد قال عن نفسه:" لن تنبت الأعشاب حيث يضرب حصاني الأرض بحوافره".
وكان له طريقة في الحروب هي إبادة المغلوبين حتى آخرهم أو إجبارهم على الانضمام إلى جيشه .
تحرك " أتيلا" بجيشه نحو الغرب حتى وصل إلى ط غاليا" (فرنسا) ( سنة 451 م ) ، ولصد هذا الخطر الداهم من الشرق تحالف القائد الروماني"آئسيوس" مع بعض القبائل الجرمانية ، وفي "غاليا" جرت معركة بين"الهون" والجيوش الرومانية في منطقة "السهول الكاتالونية" حيث هزم فيها "الهون" وتقهقروا إلى "إيطالية" ولم يلاحقهم الرومان بسبب الخلاف مع حلفائهم الجرمان ، وفي "إيطالية" أخذ " أتيلا" يستعد لاحتلال " روما"، لكن جيشه أصيب بمرض الطاعون ، فاضطر أن يقبل بفدية مالية من الرومان مقابل إجلاء قواته من "إيطالية" ، وفي (سنة 453 م) مات "أتيلا" ونشب الخلاف بين الهون أنفسهم ، مما أدى إلى تمزق وحدتهم وتشتتهم .
"الهون" قبائل تركية مغولية تحركوا في القرن الرابع الميلادي من " منغوليا" نحو الغرب ، فخضعت لهم القبائل القاطنة بين "الفولغا" و"الدون" و"القفقاز" ، ومنها "الألاّن" و" الغوط الشرقيون"، ثم تابعوا زحفهم غرباً حتى وصلوا " نهر الدانوب" فاضطر"الغوط الغربيون" أن يعبروا هذا النهر إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية خوفاً من " الهون" .
كان "الهون" في البدء يعيشون على شكل قبائل متفرقة تأتمر كل واحدة منها بأمر زعيمها وقد تمكن أحد الزعماء وهو" روجيلا" أن يخضع قبائل "الهون" لسلطته ويؤسس دولة بدائية ، وعندما مات"روجيلا" ولم يكن له ولد ليخلفه ، فورث الملك ابنا أخيه " موندزوك" وهما ( بليدا و أتيلا ) .
لكن"أتيلا" قتل أخاه "بليدا" و ترأس قبائل"الهون" وحده ، واعترفت بسلطته جميع الشعوب القاطنة بين "الرين والفولغا" وقدمت له الجزية،كان"أتيلا" ذو شخصية عنيفة مرعبة ورجل حرب قاسي،أطلق عليه معاصروه"بلاء الرب" وقد قال عن نفسه:" لن تنبت الأعشاب حيث يضرب حصاني الأرض بحوافره".
وكان له طريقة في الحروب هي إبادة المغلوبين حتى آخرهم أو إجبارهم على الانضمام إلى جيشه .
تحرك " أتيلا" بجيشه نحو الغرب حتى وصل إلى ط غاليا" (فرنسا) ( سنة 451 م ) ، ولصد هذا الخطر الداهم من الشرق تحالف القائد الروماني"آئسيوس" مع بعض القبائل الجرمانية ، وفي "غاليا" جرت معركة بين"الهون" والجيوش الرومانية في منطقة "السهول الكاتالونية" حيث هزم فيها "الهون" وتقهقروا إلى "إيطالية" ولم يلاحقهم الرومان بسبب الخلاف مع حلفائهم الجرمان ، وفي "إيطالية" أخذ " أتيلا" يستعد لاحتلال " روما"، لكن جيشه أصيب بمرض الطاعون ، فاضطر أن يقبل بفدية مالية من الرومان مقابل إجلاء قواته من "إيطالية" ، وفي (سنة 453 م) مات "أتيلا" ونشب الخلاف بين الهون أنفسهم ، مما أدى إلى تمزق وحدتهم وتشتتهم .
المصدر
ستار تايمز
تعليقات
إرسال تعليق