التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

ابتكار العدو \ أمبرتو إيكو

  محاضرة في جامعة بولونيا الإيطالية، في تاريخ 15 مايو أيار 2008. قبل بضع سنواتٍ في واحدةٍ من زياراتي لمدينة نيويورك، وجدت نفسي في محادثةٍ مثيرةٍ مع سائق سيارة أجرة، أجد الآن صعوبةً في تذكّر اسمه، لكنه كان باكستانياً كما أخبرني، سألني حينها من أين أنا، فأجبته بأني من إيطاليا، وكان متفاجئاً لأن تعداد سكان إيطاليا قليل وأننا لا نتحدث الانجليزية، بعدها باغتني بالسؤال التالي: من هو عدوكم؟ ونظراً لرد فعلي فقد بدأ يشرح سؤاله بصبرٍ بأنه يود معرفة العدو الذي نقف ضده ونقاتله على مر العصور سواءً للمطالبة بأراضٍ تاريخية، أم لصراع عرقي أم ترسيم الحدود أو أي أسبابٍ أخرى، أخبرته أننا لسنا في حالة حرب مع أحد، لم يرق له جوابي فبدأ يستفسر من جديد بأنه يود معرفة أعداءنا التاريخيين، أولئك الذين يريدون قتلنا ونريد قتلهم، أعدت عليه بأننا لا نملك أعداءً وأن آخر حربٍ شاركنا فيها كانت الحرب العالمية الثانية، إذ بدأنا الحرب في جانبٍ وانتهينا في الجانب الآخر، لم يكن راضياً عن إجابتي، فكيف لبلدٍ ما ألا يملك عدواً، حينما خرجت من السيارة تركت له دولارين بقشيشاً كتعويضٍ عن البلادة الإيطالية المحبة للسلام، بعدها بقلي

قصة العداء بين الصين وتايوان

  في وقت تهدّد فيه بكين بأن جيشها سيتحرك حال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، تُطرَح تساؤلات حول تاريخ الأزمة الممتدة منذ عقود بين الصين وتايوان، وإمكانية تحولها إلى مواجهة واسعة. ما إن تكاد تهدأ التوترات بين الصين وتايوان حتى تعود وتشتعل ومجدداً، باعتبار أن الدوافع الحقيقية الكامنة وراء محاولات بيكين المستمرة لإخضاع تايبيه تحت سيطرتها وبالتالي غزو كل الجزيرة، لا تزال قائمة. حيث ترى الصين أن تايوان أرض تابعة لها، وذلك وفق عقيدة راسخة تحت عنوان " الصين الواحدة". وتصاعدت التوترات بين الطرفين، في ظل استعداد رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لزيارة تايوان، وتحذير بكين من ذلك معتبرةً العلاقة مع تايبيه خطّاً أحمر، مهدّدة باتخاذ "الخطوات اللازمة التي تضمن سيادتها ومصالحها". وبينما تتمسك تايوان بسيادتها واستقلالها بدعم دولي ديبلوماسي وعسكري، تتوعد الصين مجدداً بعد أن طرحت في وقت سابق اللجوء إلى خيارات سلمية، ببذل كل جهودها واستخدام القوة اللازمة لإرجاع الجزيرة تحت سيطرتها، دون قبول أي عرض للتفاوض مع أي طرف كان. والعام الماضي، قال وزير الدفاع التاي

أوسكار وايلد 16 أكتوبر 1854

  ولد أوسكار فينغال أوفلاهيرتي ويلز وايلد في 16 أكتوبر 1854 في دبلن، أيرلندا. كان والده "ويليام وايلد" طبيبًا مشهورًا، وقد أسس في وقت لاحق مستشفى "سانت مارك" التي تخصصت في طب العيون، حيث عالج فيها الفقراء على حسابه الشخصي. أما والدته "جين فرانشيسكا إلغي" فكانت شاعرةً مرتبطةً ارتباطًا وثيقًًا بحركة تمرد الشباب عام 1848، وكانت لغويةً ماهرة، إذ ترجمت رواية "سيدونيا الساحر" للغة الإنكليزية، وهي رواية شهيرة للروائي البوميراني ويليهم ماينهولد. وهكذا كان جين تأثير عميق على مؤلفات ابنها. كان وايلد الطفل متعلقًا بالكتب. وقد تلقى تعليمه في مدرسة بورتورا الملكية في إنيسكيلن، حيث وقع في حب الدراسات اليونانية والرومانية، وحاز جائزة المدرسة كأفضل طالب للأدب الكلاسيكي على مدار عامين، وكذلك نال الجائزة الثانية في الرسم في عامه الدراسي الأخير. وبعد تخرجه في عام 1871، مُنح وايلد منحة المدرسة الملكية للالتحاق بكلية الثالوث في دبلن. وفي نهاية سنته الأولى في ترينيتي في عام 1872، حقق المرتبة الأولى في امتحانات المدرسة الكلاسيكية، وحصل على منحة "مؤسسة الكلية"

ألب أرسلان 20 يناير 1029

  السلطنة السلجوقية تعد السلطنة السلجوقية أحد الدول التي حكمت المسلمين لفترة طويلة، ويعود أصل السلاجقة إلى قبيلة قنق المعروفة باسم الغز، وينسب السلاجقة إلى جدهم دقاق الذي يرأس الغز، وترجع تسميتهم إلى سلجوق الذي أخذ أرض قرب نهر سيحون لتأسيس دولته وأعلن إسلامه ولكن التأسيس الحقيقي لدولة السلاجقة كان بعد معركة دندانقان التي انتصر فيها السلاجقة على الدولة الغزنوية وسيطروا على خراسان واعلن السلاجقة بذلك قيام دولتهم سنة 429ھ عاصمتها مرو وسلطانه طغرل بك، واستطاع طغرل بك إنقاذ الخلافة العباسية من البويهيين ودخل بغداد 447ھ ويعد طغرل بك، وألب ارسلان أقوى ملوكهم وبموت ملكشاه 485ھ انقسمت الدولة لمناطق عديدة العراق وأذربيجان وفارس وانتهت سيطرة السلاجقة على العراق بموت السلطان سنجر 552ھ.  ألب أرسلان هو محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق بن سلجوق التركماني الملقب بألب ارسلان السلطان الشجاع، تولى الحكم بعد عمه طغرل بك، وهو من أفضل السلاطين الذين تولى حكم المسلمين، حيث استطاع الانتصار في معركة ملاذكرد 463 ھ على البيزنطيين وهي من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي وكانت لألب ارسلان صفات عديدة

حلف الناتو؟ وما الدور الذي تلعبه المنظمة في المنطقة؟

  حلف الناتو هو تحالف دفاعي أوروبي وشمال أميركي تم إنشاؤه لتعزيز السلام والاستقرار وحماية أمن أعضائه. تم إنشاؤه مع تصاعد الحرب الباردة ويقع مقره في بروكسل، بلجيكا. كان الهدف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هو حماية دول أوروبا الغربية من التهديد الذي يشكله الاتحاد السوفيتي ومواجهة انتشار الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية. وقعت 12 دولة مؤسِّسة - الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وفرنسا وثماني دول أوروبية أخرى - على معاهدة شمال الأطلسي في عام 1949، وتعهدت بحماية بعضها البعض بالوسائل السياسية والعسكرية. على مدى عقود منذ ذلك الحين، نما التحالف ليشمل 30 عضوا وهم ألبانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، كرواتيا، جمهورية التشيك، الدنمارك، إستونيا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورغ، الجبل الأسود، هولندا، مقدونيا الشمالية، النرويج، وبولندا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وإسبانيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، لكنها تأمل منذ فترة طويلة في الانضمام إلى الحلف. هذه نقطة حساسة بالنسبة لروسيا،

عبدالرحمن بدوي

مفكر وفيلسوف مصري، ولد في قرية شرباص عام 1917، نال الإجازة في الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1938، وتم تعيينه كمعيد في الجامعة، ثم حصل على شهادة الماجستير، ومن ثم شهادة الدكتوراه عن أطروحته "الزمان الوجودي". يعد بدوي من أبرز المفكرين العرب في القرن التاسع عشر، وقد كان غزير الإنتاج الفلسفي والأدبي، إذ ألف مايقارب 150 كتابا في مختلف المجالات. من الصعب أن تتعرض عربيًا لأفلاطون أو أرسطو أو أفلوطين أو كانط أو هيجل أو شوبنهور أو التصوف الإسلامي أو تأريخ الفلسفة (مثلًا) دون أن يقابلك مرجع مهم أو اثنان لبدوي في التخصص. بدأ بدوي نشاطه العلمي في لحظة تاريخية اختلطت فيها الكتابة العلمية العربية بالصحفية بالأدبية، كما في مؤلفات العقاد ولويس عوض وتوفيق الحكيم مثلًا، فصار من أولوياته أن يساهم في صوغ سياق مرجعي أكاديمي يتمتع بصفتي التنوع والدقة، التنوع نظرًا للتنوع الأصلي للمجالات الفلسفية، التي لم تكن قد تأسست مدرسيًا بشكل علمي صارم بعدُ، والدقة من أجل تحقيق هذه الصرامة العلمية. وهو التوسع الأفقي لبدوي، الذي شمل كل تخصصات الفلسفة المعروفة في عهده تقريبًا، من تاريخ الفلسفة بعصوره المختلفة، إل

اتفاقيات ومعاهدات، قوانين ومبادرات، جميعها أمور تربط بين مصر ودول حوض النيل بشأن تقسيم مياه النيل

  عملية تقسيم مياه الأنهار الدولية العابرة للحدود، تتطلب اتفاقيات وقوانين لتقسيمها، منعاً للنزاع بين الدول الشريكة، في مثل هذه النوعية من الأنهار. "مصراوي" رصد المعاهدات التي وقعت بين مصر ودول حوض النيل والخاصة بتقسيم مياه النهر. "بروتوكول 1891" يعد بروتوكول 1891، أول بروتوكول رسمي وُقع بين دول حوض النيل بشأن تقسيم مياه نهر النيل. ووُقع هذا البروتوكول بين بريطانيا -عن مصر والسودان، الذين كانا تحت الاحتلال البريطاني- وإيطاليا– عن إثيوبيا، التي كانت تحت الاحتلال الإيطالي- بشأن تحديد مناطق نفوذ كل من الدولتين في شرق إفريقيا. ونص الاتفاق على عدم إقامة إيطاليا لأي مشروعات مائية على نهر عطبرة، من شأنها أن تؤثر على كمية المياه المتدفقة إلى مصر والسودان عن طريق نهر عطبرة. "معاهدة 1902" وُقعت هذه المعاهدة في 15 مايو 1902، خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وفي عهد الإمبراطور الإثيوبي منليك، ووقعتها بريطانيا عن مصر والسودان مع إثيوبيا. وتنص هذه الاتفاقية على منع إقامة أي بناء على نهر النيل الأزرق وبحيرة تسانا ونهر السوباط، تعوق أو تمنع تدفق المياه إلى مصر إلا بموافق

كارل ماركس ١٨١٨م

 وُلِد "كارل هينريخ ماركس" في الخامس من "مايو" سنة ١٨١٨م ، في مدينة "ترير" الألمانية. تمتَّع ماركس بطفولة مرحة خلوٌّ من الهموم بفضل السعادة الزوجيّة التي كانت تظلِّل أبويه. التحق بجامعة "بون" سنة ١٨٣٥م. وظلَّ هناك سنة كاملة ، ولكن دراسته للحقوق إبّان تلك السنة لم تكن واسعة ولا عميقة. وقد كانت السنة التي قضاها في "بون" تبدو مغامرة طلابيَّة نموذجيَّة ، حيث خطَب رفيقة طفولته "يني فون فستفالن" ، وقد كانت تكبُره بأربع سنوات.  كانت أول رسالة من "يني" قد وصلت لماركس حينما كان قد قضى في "برلين" سنة كاملة. نعم رحل ماركس إلى "برلين" ونال الشهادة الأولى سنة ١٨٣٦م.  لقد درس "ماركس" الحقوق - كما يقول هو - كمجرد مادّة مساعدة مع التاريخ والفلسفة. رمى بنفسه في أحضان الفلسفة محاوِلاً وضع نظام ميتافيزيقي جديد ، لكنه انتهى إلى إدراك عبثية جهوده. و بالتدريج أيقن أن فلسفة "هيغل" هي العمود الثابت الوحيد الذي يستطيع الاستناد إليه فانضم إلى نادي "الهيغليين الشباب" وهناك في خضم صراع الآراء ،

موريس هيلمان 30 أغسطس 1919

  موريس هيلمان ‏ هو عالم ميكروبيولوجي أميركي ولد في 30 أغسطس 1919، متخصص في علم اللقاحات. طور أكثر من 36 لقاحًا، ويقال 40. كما طور ثمانية لقاحات من أصل 14 لقاح موصى به، وهي: الحصبة، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، والجدري المائي، والتهاب السحايا، والالتهاب الرئوي، وبكتيريا الانفلونزا. تصفه المواقع العلمية بأنه منقذ حياة أكبر عدد من البشر في القرن العشرين، ووصفه الطبيب الأمريكي روبرت غالو بأنه أنجح أخصائي في علم اللقاحات في التاريخ، على الرغم من أن أعماله غير معلومة لدى كثير من الناس. ولد هليمان في مزرعة بالقرب من مدينة مايلز سيتي في مونتانا. كان والداه هما آنا وغوستاف هيليمان، وكان ابنهما الثامن. ماتت شقيقته التوأم عندما ولد، وتوفيت والدته بعدها بيومين. وقد نشأ في أسرة عمه المجاور، روبرت هيلمان، وعمل في شبابه على تربية الدجاج في مزرعة الأسرة، والذي أرجع لاحقًا الفضل لنجاحاته للدجاج، بسبب أنه كان يستخدم بيض الدجاج الملقح لتنمية الفايروس لصناعة اللقاحات. وكان خلال عمله في المزرعة يستغل أوقات الفراغ لقراءة كتب العالم الجيولوجي تشارلز داروين. في وقت لاحق في الحياة، رفض الدين؛ بسبب قلة ال

هنري دونانت 8 مايو 1828م

  هنري دونانت ولد في 8 مايو 1828م في جنيف وتوفي في 30 أكتوبر 1910م  كان السويسري هنري دونانت أول من حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفرنسي فريدريك باس عام 1901، وهو رجل أعمال وناشط اجتماعي، وخلال إحدى رحلات عمله مر عبر سولفيرينو بإيطاليا عام 1859، أثناء حرب الاستقلال الإيطالية الثانية، ليصيبه الفزع مما شهده من معاناة ومآسٍ بسبب الحرب. وفي العام 1862، نشر كتابًا باسم «ذكرى سولفرينو»، واصفًا فيه الجهود المبذولة للعناية بالمصابين أثناء المعارك، كما اقترح خطة جديدة. اقترح على دول العالم تشكيل مجتمعات إغاثة خاصة بها لرعاية الجرحى وتدريب المتطوعين على أفضل الطرق لعلاجهم. كما أراد من الحكومات أن تضمن علاج الجنود الجرحى، وتوفر عبورًا آمنًا للأطباء والمتطوعين الذين يعالجونهم.   سافر دونانت لجميع أنحاء أوروبا لترويج خطته، وفي أغسطس من العام 1864، وقّعت 12 دولة على اتفاقية جنيف الأولى، والتي نصّت على «ضمان الحيادية للعاملين بالمجال الصحي، ولتسريع وصول الإمدادات الطبية لهم، وليحملوا شعارًا مميزًا خاصًا بهم، وهو صليب أحمر على خلفية بيضاء». لقد ساهم دونانت في تحقيق اتفاقية جنيف الأولى، والتي سا

الجدار العازل أبريل 2002

  نشأت فكرة إقامة الجدار العازل في الضفّة الغربيّة أو ما تسمّيه إسرائيل بـ "الجدار الواقي" سنة 1992، وبُوشر العمل في إنشائه في 16 نيسان / أبريل 2002. وقد صدرت العديدُ من الدّراسات الّتي تتحدّث عن هذا المشروع، ليأتي كتاب "الجدار العازل في الضّفّة الغربيّة" الصّادر ضمن سلسلة "أولستُ إنسانًا؟" عن مركز الزيتونة للدّراسات والاستشارات في بيروت في طبعةٍ أولى عام 2010، وهو من إعداد حسن أبحيص وخالد عايد، وتحرير د. محسن صالح، مدير المركز والأستاذ الجامعيّ المتخصّص في الدّراسات الفلسطينيّة، ليكون وثيقةً مُحكمةً ومهمّةً، نظرًا لشموليّته وإحاطته بالموضوع من أوجهه المتعدّدة، سواء من حيث الوضع على أرض الواقع، أو من حيث المسار التاريخيّ لظهور فكرة المشروع والبدء في تشييده، والمناطق التي يمرّ بها، والتّطورات الّتي عرفها المشروع حتّى تاريخ طباعة الكتاب، إضافةً إلى وجهة نظر القانون والأعراف الدّوليّة تجاهه، والاعتراضات على إقامته، والاحتجاجات الفلسطينيّة المتواصلة ضدّه. يقع الكتاب في 120 صفحةً من القطع المتوسّط، وينقسم إلى ستّة فصول إضافةً إلى المقدّمة والخاتمة والهوامش. وقد