التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حروب الجيل الرابع ومعضلة الإرهاب




«حروب الجيل الرابع» مصطلح له رونقه الخاص. فاستعمالك لهذا المصطلح يضعك في كفة الخبراء الاستراتيجيين المخضرمين. ولو قفزت للمستقبل واستعملت مصطلحات من عينة حروب الجيل الخامس والسادس فأنت إذن خبيرٌ لا يشق له الغبار.

دع الخبراء الاستراتيجيين جانبًا ولنركز سويًا بعض الشيء. كما نعلم فالأكاديميون الأمريكيون مولعون بتقسيم كل شيء إلى أجيال؛ المقاتلات أجيال، والدبابات أجيال، والمفاعلات النووية أجيال، والحروب أجيال.

نحن الآن في زمن مقاتلات الجيل الرابع++ والجيل الخامس، ودبابات الجيل الثالث، ومفاعلات الجيل الرابع، وحروب الجيل الـ …

ويليام ليند صاحب الفكرة وصديق ترامب
سياسي أمريكي، من المحافظين الذين يروجون لاستعادة الجمهورية عن طريق إحياء العادات والتقاليد القديمة، نفس فكرة old is gold. نشر ليند في 1989م مقالة بعنوان «The Changing Face of War: Into the Fourth Generation» في مجلة «The Marine Corps Gazette»، قام بتقسيم الحروب إلى أربعة أجيال.

الجيل الأول: وهو الذي بدأ بعد صلح ويستفاليا 1648م ونشأة الدولة القومية الحديثة. اعتمدت الدول في تلك الفترة على البندقية الملساء والصفوف المتقاربة، وانتهي هذا الجيل من الحروب بعد الاعتماد بصورة واسعة على البندقية المحلزنة والمدفع الرشاش. وتعتبر الحروب النابليونية هي أبرز أمثلة حروب الجيل الأول.

الجيل الثاني: حيث الجيوش المتحاربة بالبندقية المحلزنة والمدافع الرشاشة والأجيال الجديدة من المدافع العملاقة ذات المديات الكبيرة. تنتشر الجيوش في خطوط دفاعية وهجومية متوازية، وأبرز الأمثلة تركزت في معارك الحرب العالمية الأولى.

الجيل الثالث من الحروب في القلب منه السرعة، عن طريق استعمال الألوية المدرعة والطائرات لنقل القوات لمسافات بعيدة في قلب العدو. وأبرز أمثلتها بالطبع تكتيكات الفيرماخت في الحرب العالمية الثانية.

الألوية المدرعة -الحركة السريعة في ميدان المعركة من أهم خصائص الجيل الثالث من الحرب

حروب الجيل الرابع ومعضلة الإرهاب
يعترف الكاتب أنه يبحث عن تعريف لشيء صعب التعريف، وحتى حينما نقرأ ما يقول فإننا لا نفهمه تمامًا، وهذا منطقي فهو نفسه لا يعلم تحديدًا ما يريد قوله، فهو يتحدث عن العديد من التحديات، والتي تمتاز في رأيه بالآتي:

1. معقدة وطويلة المدى.

2. تستعمل العوامل النفسية بكثافة.

3. لامركزية شديدة.

4. تستعمل الاقتصاد والإعلام بقوة للتأثير على الدول الأخرى.

5. الميليشيات ضد الدول.

6. الإرهاب.

قال ليند إن ظهور أسلحة جديدة ذات قدرات تدميرية عالية مثل أسلحة الطاقة الموجهة «Directed Energy Weapons» إضافةً إلى التوسع في استعمال الأنظمة الموجهة عن بعد وأعمال التجسس الإلكتروني يستلزم البحث عن تكتيكات جديدة غير تلك التي استعملها الألمان منذ أواخر الحرب العالمية الأولى.

ثم ضرب الكاتب قنبلته الأهم قائلًا: «الغرب لا يتحكم في العالم حاليًا، لذا يمكن أن تبدأ أحد حروب الجيل الرابع من دولة غير غربية كدولة إسلامية أو آسيوية، وحقيقة أن الدول الإسلامية ليست بقوة الدول الغربية من حيث التكنولوجيا تجعل أطروحة شن حرب جيل رابع مدفوعة أيديولوجيًا لا تكنولوجيًا هي الاحتمالية الأرجح».

وقال الكاتب إن أوضح مثال لحروب الجيل الرابع المدفوعة أيديولوجيًا هي الإرهاب، لكنه تراجع قليلًا للوراء فقال: «لا أعني أن الإرهاب أحد صور حروب الجيل الرابع، لكنه يستعمل بعضًا من خصائصها». فالتنظيمات الإرهابية تمتاز بلا مركزية شديدة وتنتشر عبر مساحات واسعة من الأراضي باستخدام عدد قليل من الأفراد، كما أنهم يعملون على تحطيم العدو من الداخل أي مهاجمته من الخلف بدلًا من الأمام.

يتميز الإرهاب باستعماله مميزات العدو لضربه ويقصد الكاتب بمميزات العدو «بالطبع العدو هنا هو المجتمعات الغربية»، كالديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وسيادة القانون، فهو يستطيع القيام بعملية قتل كبيرة وسيجد من يدافع عنه!
كما أن الرجل ذكر نقطة مهمة في نهاية بحثه، فبالنسبة له الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ليست بلا ميزات. بل إنه يرى أن الإرهاب قدم حلًا لمشاكل عسكرية مزمنة لم يواجهها أحد، ألا وهي فك الارتباط الذي قام بين ميدان المعركة والثقافة العسكرية التقليدية، والتي تحتم وجود رتب عسكرية وأزياء عسكرية وتحية عسكرية وكل تلك الأشياء -برأي الكاتب- غير مهمة لميدان المعركة الحالي، الذي يشتمل إلى حد كبير جميع مناحي الحياة.

لم يحز هذا البحث اهتمامًا كبيرًا أو أي شهرة حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاها. حيث قام الكولونيل المتقاعد «توماس هامز» من قوات المارينز بنشر كتاب حمل اسم «The sling and the stone: 21st century»K قام فيه بإعادة توصيف حروب الجيل الرابع بأنها الحروب ضد المجموعات المسلحة -وليس الدول- أو بالتعبير الأمريكي الدارج وقتها «insurgents».

تتبني تلك المجموعات أيديولوجيات عرقية أو دينية في الغالب، واعتبر أنها هي العدو الأخير، ويجب البحث عن طرق جديدة لهزيمتها عن طريق هزيمة قادتها الفكرية روحيًا. تحدث الكاتب بصراحة بأن المقصود بهذا هو تنظيم القاعدة وقائده أسامة بن لادن، ووصفه بـ «جالوت» الأخير، فهل وجد «داود» المقلاع المناسب له؟

واعتبر الكاتب أن الضابط الإنجليزي الشهير «توماس إدوارد لورانس» قائد ما يسمى بالثورة العربية الكبرى في الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية قام بشرح كامل ومفصل لحرب الجيل الرابع في كتابه «أعمدة الحكمة السبعة»، حتى إن لم يسمها كذلك. كما أن الكاتب قال إن تلك التنظيمات المسلحة لا تسعى للنصر بل تسعى للمواصلة والاستمرار فقط، وتعتبر استمرارها نصرًا، لذا فالنصر هو أن نمنعها من القدرة على الاستمرار.

وفي 2005 نشر الخبير الاستراتيجي الدكتور «أنطوليو إتشفاريا»، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية، بحثًا انتقد فيه بحث «ليند» بخصوص حروب الجيل الرابع، معتبرًا أنه لم يفعل شيئًا سوى توصيف حالة موجودة -ليند نفسه لم ينكر هذا بالمناسبة- كما أنه اعتبر أن ليند ومن بعده هامز قد اكتفيا بالتنظير، ولم يستطيعا تقديم وصف دقيق للواقع، وكل كلامهما يحتمل التأويل ولا يمت للواقع بصلة حقيقية.

اعتبر إتشفاريا أن ما فعله ليند مجرد تنظير، وأن معظم الحروب الحديثة كانت دمجًا بين توصيف ليند جيل ثانٍ وثالث ورابع، بل إنه سخر من ليند حينما وصف حروب الجيل الرابع بأنها محاولة لتغيير الإرادة السياسية للخصم، وقال إتشفاريا إنه لا توجد حرب في التاريخ لم يحاول فيها الطرفان تغيير الإرادة السياسية لبعضهما!
بقي بالطبع أن نقول إن ويليام ليند ينتمي لمن يسمون بالـمحافظين القدامى، وهم جيل جديد من المحافظين الأمريكيين الذين يريدون تحديد طغيان الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني على حياة الأفراد الأمريكيين. وهو من أشد أعداء الهجرة والمهاجرين والحركات النسوية والتجارة الحرة، إضافةً إلى تأييده انسحاب الولايات المتحدة من أي التزامات خارجية عسكرية أو مادية أو بيئية. من أهم رموز هؤلاء المحافظين حاليًا «ستيف بانون» المستشار الاستراتيجي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المصدر
ida2at \
سامح رفعت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدكتور على مصطفى مشرفة

الحادي عشر من يوليو عام 1898 يوم سُجل في ذاكرة التاريخ، يوم شهد مولد وأحد من أعظم علماء مصر الأفزاز، الذي برع في المجالات العلمية ولا سيما في مجال الذرة، ذاع صيته في العالم أجمع شرقًا وغربًا حتى وصف بأنه واحد من سبعة علماء على مستوى العالم يعرفون أسرار الذرة، إنه العالم المصري الكبير الدكتور مصطفى مشرفة. ولد الدكتور على مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898 في حي المظلوم في مدينة دمياط، ووالدة هو السيد مصطفى عطية مشرفة أحد الأثرياء، ورجال الدين المصريين، الذين تربوا في مدرسة الإمام جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وكان لهذا الأمر سببًا قويًا في نشأته على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، فقد كان "مصطفى" محافظًا على صلاته مقيمًا لشعائر دينه كما علمه والده، وقد ظلت هذه المرجعية الدينية ملازمة له طوال حياته، كما قضى مشرفة السنوات الأولى من طفولته في رغد من العيش وهناءة بال، إلى أن تأثر والده في سنة 1907م بأزمة القطن الشهيرة التي هزت الاقتصاد المصري فهوت بالأغنياء إلى قاع الفقر وكان من جراء تلك الأزمة أنها اودت بمائتي فدان كان الوالد يمتلكها. تلقى "على" دروسه الأولى ع

سعيد السيد بدير .. العالم البطل الذي قتله الموساد

كان سعيد السيد بدير عالم من علماء مصر العباقرة الذى قام الموساد بإغتيالهم وهو نهج تعودت عليه حيث محاربة كل من تجده يهدد أمنها أو يزعزع قواتها. الدكتور سعيد السيد بدير واحد من أبناء  المؤسسة العسكرية المصرية حيث إلتحق بالكلية الفنية العسكرية لحبه الشديد فى القوات المسلحة وتدرج بها حتى أصبح معيدا ثم أستاذ مساعد بالكلية، وقد كان أول من حصل على شهادة الماجستير فى الهندسة الكهربائية من الكلية العسكرية والدكتوراه فى الهندسة الإلكترونية من جامعة كنت الإنجليزية وقد تم ترشيحه لجائزة الدولة التشجيعية وقد وصل العالم المصرى سعيد بدير إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية ولكى يكمل أبحاثه التى بدأها طلب أن يحال إلى المعاش وبالفعل أستجيب لطلبه وأحيل على المعاش برتبة عقيد. وقد سافر إلى ألمانيا لإستمكال مشوارة العلمى حيث عمل فى أبحاث الأقمار الصناعية، في جامعة ليبزيخ الألمانية فقد تعاقد معها لإجراء أبحاثه لمدة عامين بشرط أن يرسل نتائج تلك الابحاث أول بأول إلى مصر وقد قبلت الجامعة وهناك توصل المهندس الشاب من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى ال

اتفاقية سايكس بيكو عام 1916

 اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى. تم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين نوفمبر من عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك. تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية-الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون. تم تقسيم الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي و

عبدالرحمن الخازني

عبد الرحمن الخازني المكنى بأبي الفتح هو العالم المسلم الفيزيائي والأحيائي والكيميائي والرياضي والفيلسوف الذي تأثر بالفلسفة الإغريقية البيزنطية ينحدر الخازني من مدينة مرو الموجودة الآن في تركمانستان، ثم انتقل إلى مقاطعة خراسان التابعة للإمبراطورية الفارسية ثم عاد بعدها إلى تركمانستان. ولديه مساهات مهمة في الفيزياء و علم الفلك. واعتبر أعظم تلميذ تلمّذ في مدارس مدينة مرو. كتب روبرت إي. هال التالي عن الخازني: " لأن الخازني هو صانع الآلات العلمية باستخدام قانون إتزان الموائع، فإنه لا يترك مجالاً للشك بأنه يعتبر أعظم العلماء في أي زمن كان قديمه وحديثه". كان الخازني واحداً من الغلمان الإغريقيين البيزنطيين الذين خدموا في بلاط الأمراء الأتراك السلاجقة، حيث أخذ أسيراً من مدينته مرو بعد أن انتصر الأتراك السلاجقة في حربهم ضد الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع. أعطاه سيده الخازن أفضل تعليم ممكن في مواضيع الرياضيات والفلسفة. كان الخازني أيضاً طالباً لدى أشهر شاعر فارسي ورياضي وفلكي وفيلسوف: عمر الخيام (1048- 1131) والذي كان يقيم في مرو في ذلك الوقت. بعدها احترف الخازني الرياضيا

ياكوبس فانت هوف 1852

 هو كيميائي وفيزيائي هولندي  وتخصص في الكيمياء العضوية والكيمياء الفيزيائية. تحصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1901 وذلك في أول عام لها وذلك لعمله على التناضح. تحصل على الدكتوراه من جامعة أوترخت. درس في معهد اوترخت البيطري ومن ثم عمل كمديراً لقسم الكيمياء في جامعة أمستردام. درس في جامعة برلين بين 1896 و1911 وأعماله هي ما ساهم في ظهور الكيمياء الفيزيائية بالصورة التي هي عليها اليوم . ولد الثالث من بين سبعة أطفال في مدينة روتردام لأب فيزيائي وعرف بشغفه بالعلوم منذ صغره في عام 1869 بدأ فانت هوف بدراسة التقانة في معهد تقانة البوليميرات في دلفت. وفي عام 1871 درس الرياضيات في جامعة ليدن. ثم في عام 1872 بدأ بدراسة الكيمياء في جامعة اوغست كيكوليه في بون (ألمانيا) ثم في جامعة شارل ادولف فورتز في باريس 1873. وفي عام 1874 حصل على درجة الدكتورا من جامعة أوترخت. ثم أصبح مساعدا في كلية الطب البيطري في جامعة أوترخت 1877 انتقل للتدريس في قسم الكيمياء بجامعة أمستردام، حيث نال درجة بروفسور عام 1878. من 1896 وحتى وفاته عمل فانت هوف في جامعة برلين. في عام 1901 حصل فانت هوف على جائزة نوبل في

نبذة عن مجموعة بريكس 2006

  مجموعة "بريكس" هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 وعقدت اول مؤتمر قمة لها عام 2009. وكان أعضاؤها هم الدول ذوات الاقتصادات الصاعدة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين تحت إسم "بريك " أولا ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها "بريكس". وتتميز دول المنظمة بأنها من الدول النامية الصناعية ذوات الاقتصادات الكبيرة والصاعدة. ويعيش في الدول الخمس نصف سكان العالم ويوازي الناتج الاجمالي المحلي للدول محتمعة ناتج الولايات المتحدة (13.6 تريليون دولار) ويبلغ مجموع احتياطي النقد الأجنبي لدول المنظمة 4 تريليون دولار. ووصف الرئيس الصيني لي جينتاو دول "بريكس" بأنها "المدافعة عن مصالح الدول النامية وأنها قوة من أجل السلام العالمي". وكان وزراء خارجية دول "بريك" اجتمعوا في نيويورك عام 2006 مدشنين بذلك سلسلة اجتماعات لاحقة للتشاور حول تأسيس المنظمة. وفي عام 2008 عقد اجتماع في مدينة ييكاترينبرغ الروسية ، ثم تبع ذلك اول مؤتمر قمة لدول المجموعة في 16 يونيو/حزيران عام 2009 في ييكاترينبرغ. في عام 2010 بدأت جنوب إفريقيا التف

مصطفى كمال أتاتورك ١٩ مايو١٨٨١

مصطفى كمال أتاتورك  أطلق عليه اسم الذئب الأغبر، واسم اتاتورك (أبو الاتراك) وذلك للبصمه الواضحة التي تركها عسكريا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيا بعد ذلك وحتي الآن في بناء نظام دولة تركيا الحديثة. اُرسل مصطفى كمال رئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق وذلك عقب تخرجه من اجل التَدَرٌب. وهناك اثناء التدريب كان له دور رئيس في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة. كان يعمل في الجيش الخامس تحت رئاسة لطفى مفيد بى . وأول تدريب له تم في الكتيبة الثلاثين للسلاح الفرسان. وفى ذلك الوقت كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سورياعلى اعتبار كونه ضابط بالأركان تحت التَدَرٌب ، وعلى اثر احد هذه الحروب اكتسب خبرة كبرى.وبعد اربعة اشهر من ردعه للثورات ، عاد إلى دمشق. وفى شهر اكتوبر من عام 1906 ذهب إلى سالونيك دون تصريح من الجيش ؛ وذلك بعد تأسيسه لجمعية الوطن والحرية مع الرائد لطفى بى ،و د/ محمود بى ،و لطفى مفيد بى ،و الطبيب العسكرى مصطفى جنتكين ، أقام هناك فرع جديد للجمعية . وبعد مدة عاد إلى يافا بمعاونة حسن بى الذي كان بمثابة أخ له ، كما انه توسط له لدى ا

كرةُ القدم أهي أفيونُ الشعوب ؟ إدواردو غاليانو

   في عام ١٨٨٠ في لندن، سخِر "ريديارد كيبلينغ" من كرة القدم ومن الأرواح الصغيرة التي يمكنها أن ترتوي برؤية الحمقى الذين يلعبونها. وبعد قرن من ذلك كان "خورخي لويس بورخيس" في "بوينس آيرس" أكثر خفة، فقد ألقى محاضرة حول موضوع الخلود في اليوم نفسه، والساعة نفسها، التي كان فيها المنتخب الأرجنتيني يخوض مباراته الأولى في مونديال ١٩٧٨.  احتقار الكثير من المثقفين المحافظين لكرة القدم كان يستند إلى اليقين بأن عبادة الكرة هي الشعوذة التي يستحقها الشعب. فالغوغاء المصابة بمس كرة القدم تفكِّر بأقدامها، وهذا من خصائصها، وفي هذه المتعة التبعية تجد نفسها. فالغريزة البهيمية تفرض نفسها على الجنس البشري، و الجهل يسحق الثقافة، وهكذا تحصل الدغماء على ما تريده.  وهناك بالمقابل مثقفون يساريون يزدرون كرة القدم لأنها تخصي الجماهير وتحرفها عن النشاط الثوري. خبز وسيرك، سيرك دون خبز : فالعمال المؤمنون بالكرة التي تمارس عليهم سحراً خبيثاً، يصابون بضمور الوعي، ويتيحون لأعدائهم الطبقيين أن يسوقوهم كالقطيع.  عندما لم تعد كرة القدم شيئاً خاصاً بالانكليز والأغنياء، وُلِدت في منطقة ( ريو دي ب

ماري كوري 7 نوفمبر 1867

ماري سكوودوفسكا كوري  عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد. عرفت بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين  (مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تتبوأ رتبة الأستاذية في جامعة باريس. اكتشفت مع زوجها بيار كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وقد اقتسمت ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوج ابنتها فردريك جوليو-كوري أيضًا جائزة نوبل لعام 1935. ولدت ماري كوري باسم ماريا سكوودوفسكا في مدينة وارسو (التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية) وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين. وفي سنة 1891، لحقت بأختها الكبرى برونسوافا  التي سافرت إلى باريس للدراسة. من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط الإشعاعي (وإليها ينسب مصطلح نشاط إشعاعي). كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم،

الروهينغا

  الروهينغا مجموعة عرقية بلا جنسية غالبيتهم من المسلمين عاشوا لقرون في ميانمار ذات الأغلبية البوذية. ومع ذلك، فإن السلطات في ميانمار تطعن في هذا الأمر، حيث تزعم أن الروهينغا هم مهاجرون بنغاليون جاؤوا إلى ميانمار في القرن العشرين. إن هذه المجموعة العرقية التي وصفتها الأمم المتحدة في عام 2013 باعتبارها واحدة من أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم، تعاني من حرمانها من الجنسية بموجب قانون ميانمار. وبسبب استمرار العنف والاضطهاد، عاش عدة أجيال في خوف مستمر. وقد فرّ  مئات آلاف الروهينغا إلى البلدان المجاورة كبنغلاديش وماليزيا إما عن طريق البر أو القوارب. قبل الحملة العسكرية في أغسطس / آب 2017، كان نحو 1.1 مليون شخص من الروهينغا يعيشون في ميانمار. واليوم مازال نحو 600,000 يعيشون في ولاية راخين، من بينهم 140,000 روهينغا محتجزين في مخيمات النازحين. ويعيش أكثر من مليوني لاجئ روهينغا كنازحين، معظمهم في أنحاء آسيا والشرق الأوسط. على الرغم من أن أجيالًا بأكملها تقيم في ميانمار ضمن إطار قانون الجنسية في ميانمار لعام 1982، لا يتمكن الروهينغا في ميانمار من الحصول على الجنسية، ما يجعلهم عديمي الجنسية. ونتي