ولد (سيجورد آيشتاينسون) والملقب بالجبار عام 875م وتوفي في 892م وهو الإيرل الثاني لـ (أوركني–Orkney). كان (سيجورد) مقاتل فايكينغ وجزءاً أساسيّاً من فتوحاتهم في شمالي (إسكتلندا) في نهايات القرن التاسع.
حكم النروج في تلك الفترة ملكٌ يدعى (هارالد فيرهير–Harald Fairhair)، وكان هذا الملك قد سئم من الفايكينغ المنفيين الذين اعتادوا على إمضاء الشتاء في جزر (أوركني) و(شيتل لاند) الواقعتان في شمالي (إسكتلندا)، ومن ثمّة نهب النرويج في الصيف، وهكذا قرر الملك محاربتهم.
أراد (فيرهير) قهر المنفيين والسيطرة على الجزر وكان له ذلك وأكثر فإنه وبالإضافة إلى تحقيقه لمبتغاه فقد سيطرة على جزرٍ أخرى كذلك، وبعد انتهاء المهمة أعطى الملك لقب (إيرل أوركني) إلى الرجل الذي كان بمثابة ذراعه اليمنى طوال الوقت (روجنفالد آيشتاينسون) وقد أتى هذا اللقب بمثابة محاولة للتخفيف عن ولإرضاء (آيشتاينسون) والذي كان قد فقد ابنه في المعركة.
لم يكن لدى (روجنفالد آيشتاينسون) أية رغبة بالاحتفاظ باللقب وهكذا قام بالتنازل عنه لصالح أخيه (سيجورد) والذي كان قد عمل في العنبر الأمامي في سفينة الملك. ورد في (The Orkneyinga saga) وهي عبارة عن سرد تاريخي لتاريخ كلٍّ من جزيرتي (أورركني) و (شيتل لاند)، أن (سيجورد) جعل من نفسه قائداً جباراً حيث سيطر على (كيثنس) ومعظم أراضي (إسكتلندا) و(موراي) و(روس). وقد جعلت منه هذه الانتصارات رجلاً ذا شعبية وأكسبته لقبه «الجبار».
تمتع (سيجورد) غالباً بحب وتقدير الناس لكن ليس في (أسكتلندا)، فقد نظر سكانها له باحتقار لكونه قهرها، كما نشأت عداوة بينه وبين أحد نبلائها وهو (مائيل بريجتي) والملقب بـ «ذو السن الناتئ». وقد اتفقا فيما بينهما على إجراء معركة مصغرة مؤلفة من أربعين جندي لكلٍّ منهما وذلك لتسوية الخلاف. تصف ملحمة Orkneyinga الحدث: ”كانت معركة عنيفة، لكن لم يمض وقتٌ طويل حتى سقط (بريجتي) واتباعه فقام (سيجورد) بقطع رؤوس الخاسرين وتعليقها على أحصنته متباهياً“.
لكن غطرسة (سيجورد) هذه أودت بحياته، إذ أنه وبينما كان يمتطي الحصان، أراد أن يهمزه ليسير فاصطدمت قدمه عن طريق الخطأ برأس (بريجتي) وانغرس سن الأخير في فخذ (سيجورد) مسبباً له جرحاً عميقاً التهب لاحقاً ما أدى إلى موته.
المصدر: موقع History Collection
تعليقات
إرسال تعليق